الأمير عبد القادر الجزائري.. ألهم الأمريكيين فارسا وإنسانا

منحوا اسمه لمدينة ووصفوه بـ”أفضل الرجال العظماء”

ماجيد صراح

الأمير عبد القادر الجزائري.. ألهم الأمريكيين فارسا وإنساناماجيد صراح

ساحة الأمير عبد القادر بشارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة، الإثنين 3 فيفري 2025.

بعد ثلاثة أشهر من بيعته الأولى، ويوم 4 فيفري 1833، وبعد أن “انقرضت الحكومة الجزائرية من سائر المغرب الأوسط واستولى العدو على مدينة الجزائر ومدينة وهران، وطمحت نفسه العاتية إلى الاستيلاء على الجبال والسهول، والفدافد والتلال”، التف الجزائريون لمبايعة الفارس الشاب صاحب الـ25 ربيعا، عبد القادر الجزائري، وذلك لقيادة مقاومة الاستعمار الفرنسي.

ما قام به الأمير عبد القادر الجزائري (1223-1883) في وضع اسس الدولة الجزائرية الحديثة من بناء للجيش وتنظيم إدارة الدولة، ومقامته للاستعمار تجاوز الحدود الجغرافية للجزائر، ليس فقط من حيث انتشار صداه، بل تجاوزه بأن أصبح ملهما لكل التواقين للحرية في العالم.

ففي ذلك الوقت ومن الجهة الأخرى للمحيط، كان معظم الأميركيين “يولون أهمية كبيرة للحرية، ومعظمهم قدم من أوروبا وبريطانيا يبحثون عن حرية العبادة، وحرية تشكيل حكومتهم الخاصة بهم، وحرية امتلاك الأرض، وحرية انتقاد الحكومة، ولما قرأوا حول عبد القادر، شعروا وكأنه واحد منهم، لما كان يحمله من قيم الحرية”، حسب بيتي بوشهولز، مديرة متحف المدينة التي سماها هؤلاء الذين أعجبوا بمن لقبه الامريكيون “جورج واشنطن الجزائر”.

ففي الوقت الذي كان فيه الأمير يقاوم الاستعمار الفرنسي، كانت الصحف الأمريكية تتناول أخباره وصوره، وعلى بعد 7500 كيلومتر وبعد 13 سنة من المبايعة الثانية، قرر مجموعة من الأمريكية تخليد ذكرى هذا الفارس بإطلاق اسمه على مدينتهم التي أسسوها عام 1846.

فقرر تيموتي دافيس، جون طومسون وشيستر سايج تسمية مدينتهم التي اسسوها باسم “القادر” أو “الكادر” كما تنطق.

وكان المحامي ثيموتي دافيس، يقرأ كثيرا عن الأمير عبد القادر ويتابع ما يكتب عنه ما جعله يتأثر به كثيرا. فلم يتردد في اقتراح القادر كاسم للمدینة تخليدا للأمير. وهو الاسم والارث الذي لا تزال هذه المدينة الأمريكية تحافظ عليه إلى اليوم مذكرة سكانها وزائريها، والمتجولين في حديقتها “معسكر”، بهذا الرجل ووطنه والقيم التي دافع عنها.

مدينة “القادر” بآيوا، في الولايات المتحدة الأمريكية. صورة: موقع المدينة.

لم يكن الأمير عبد القادر سياسيا وعسكريا فقط، بل كان أيضا ذلك المتصوف والشاعر والمفكر وكاتب العديد من المؤلفات القيمة، كما أنه لم يتوقف عن الدفاع عن تلك القيم التي آمن بها، مع توقف مقاومته في 1847، بعد خرق الاحتلال الفرنسي لمعاهدته وقتله للمدنيين العزل من نساء وأطفال شيوخ، من المدن والقرى المساندة للأمير، وانتهاجه لأسلوب الأرض المحروقة التي وصفها الحاكم العام الفرنسي الماريشال بيجو: “لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها، وإذا زرعتموها فلن تحصدوها/

الشروق

عن التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *